في ظل إشادة أخنوش بمنجزاته "التاريخية".. مغاربة يصفون عيد الأضحى لسنة 2024 بأنه "خارج استطاعتهم"
تعيش شرائح عريضة من المجتمع المغربي، هذه الأيام، على وقع صعوبات كبيرة في تأمين اقتناء كبش عيد الأضحى هذه السنة، في ظل الارتفاع المهول لأسعار الأضاحي، حيث وصفها كثير من المواطنين بأنها الأغلى في تاريخ المملكة، مما يجعل إحياء هذه المناسبة "خارج عن استطاعة" شريحة عريضة منهم.
ووفق المعاينات الميدانية في عدد من أسواق المدن المغربية، فإن الإقبال على اقتناء أكباش العيد، إلى حدود يوم أمس الخميس، لازال ضعيفا مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار، حيث أن المعدل المتوسط لاقتناء كبش عادي، لا يقل عن 3 آلاف درهم، بعدما كان في السنوات الماضية لا يتجاوز 2.000 درهم.
ومن بين الأسباب الأخرى التي تساهم إلى غاية اليوم في ضعف الإقبال على اقتناء أضاحي العيد، يرجع إلى حالة من الترقب تسود شريحة عريضة من المواطنين، حيث يأملون في أن تُسجل الأسعار انخفاضا في الأيام الأخيرة التي تسبق يوم عيد الأضحى.
وبالرغم من أن وزير الفلاحة محمد صديقي، كشف في تصريح في الأيام الماضية، أن رؤوس الماشية المتوفرة في الأسواق المغربية تصل إلى 7 ملايين رأس، بعرض يفوق الطلب بحوالي مليون رأس، إلا أن الأسعار لم تُسجل أي انخفاض.
ووفق تصريحات عديدة أدلى بها مواطنون لوسائل الإعلام الوطنية في الأيام الأخيرة، فإن كثيرين انتقدوا عدم تدخل الحكومة المغربية للتصدي للمضاربات وما يُعرف بـ"الشناقة"، وإصدار إجراءات للتخفيف عن المواطنين، في الوقت الذي أشاد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مؤخرا، بحصيلة الحكومة على أنها الأفضل ووصفها بـ"التاريخية"، بسبب تداعيات الإيجابية على المواطنين المغاربة حسب قوله.
ومن جانبه، وصف الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، نبيل بنعبد الله، تعليقا على إشادات الحكومة بمنجزاتها في الأسابيع الأخيرة، بأن "الحصيلة المرحلية للحكومة غائبة عن الواقع المغربي"، مشيرا إلى أن حكومة عزيز أخنوش قدمت خطابا "مفرطا في التعبير عن الارتياح والرضى عن الذات".
وأضاف بنعبد الله في هذا السياق، بأن "الخطوة تنطوي في خطاب الحكومة، لأنه يفتقد إلى الاتزان المطلوب، ويتسم بالانفصام عن الواقع، ولا يراعي هموم وآلام معظم الناس لتفادي استفزازهم بتضخيم منجزات لا يلمسون أثرها على حياتهم".
وأشار بنعبد الله، بأن حكومة أخنوش عجزت "في مواجهة غلاء الأسعار وعن إيقاف تدهور مستوى معيشة الأسر المغربية، وفي التعميم الفعلي والعادل لورش التغطية الصحية، وعجز عن إعمال العدالة في الدعم الاجتماعي المباشر، كما أن هناك تعثرات مؤكدة في برنامج دعم اقتناء السكن ".
وتتماشى الأوضاع الحالية الصعبة التي يعيشها فئات عريضة من المغاربة، مع مناسبة عيد الأضحى، مع ما صرح به الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حيث يرى كثيرون أن الحكومة لا تُقدم حلولا عملية تخفف عن المواطنين ارتفاع الأسعار في المناسبات الدينية، مثل رمضان، وعيد الأضحى.